اسرار الكتاب المقدس : علامات الازمنة


العلامات هي الدلائل والاشارات التي تسبق مجيء المسيح الثاني له المجد ، فقد جاء في الانجيل (وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم اليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر ؟...فاجاب يسوع وقال لهم انظروا لا يضلكم احد ..-الى ان قال- وسوف تسمعون بحروبٍ واخبار حروب انظروا ولا ترتاعوا لانه لا بد ان تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهى بعد ، لانه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات واوبئة وزلازل في اماكن ) فهذه هي العلامات التي ذكرها المسيح هي الحوادث التي تقع في كل انحاء الأرض وتكون دليلاً للمختارين على قرب عودة معلمهم المسيح له المجد .

  ولقد لاحظ العالم اجمع تحقق الكثير من هذه العلامات التي وعد بها الكتاب المقدس ، فأما بخصوص الحروب فقد خاض العالم حروباً ونزاعاتٍ مدمرة اتت على حياة الملايين من سكان الأرض ومنها الحربين العالميتين الأولى والثانية اللتان راح ضحية القتال فيهما حوالي (50 مليون) انسان ، وتلتها حروب عديدة قاست البشرية فيها انواع العذاب والفتن حتى وصلت آخر الحروب وهي حرب الأديان والمذاهب التي ستلتهم ما تبقى من البشر على ارضنا الحبيبة ، واما عن الزلازل فهي الأخرى غدت امراً محيراً للناس ، حين انتشرت المدمرة منها بشكل واضح في مختلف البلدان حيث سجلت الاحصائيات ارقاماً عظمى مثلت تحدٍ للبشرية  ،  مثل زلزال المحيط الهندي الذي يسمى (تسونامي) عام 2004 الذي وصل عدد ضحاياه الى (300 الف) شخص وتبعه زلزال تسونامي اليابان عام 2011 الذي سبب ازاحة محور دوران الأرض عشرة سنتيمترات ، وزلازل اخرى فتكت بالناس في مناطق مختلفة من العالم منها زلزال ازمير وكرمان وكشمير وسومطرة وهايتي وغيرهن والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من البشر ، واما فيما يخص سقوط الحكومات والانظمة المهيمنة على السلطة وكراسي الحكم فلقد انشغل العالم بهذه الظاهرة اللافتة التي سميت (الربيع العربي ) حين سقطت حكومات تونس ومصر وليبيا واليمن كقطع الدومينو واحدة بعد اخرى ، واما المجاعات فحدث عنها ولا حرج وها هو اليوم نصف سكان العالم يعانون من نقص الماء والغذاء بسبب الظلم والحصار واضطهاد الانظمة المتجبرة المتسلطة على رقاب المظلومين وسوء توزيع الثروات والأموال على الدول الفقيرة والمعوزة ، واما الأوبئة والأمراض فالعالم اليوم مملوء بالسرطانات المميتة والحمى المهلكة التي تنتشر بين الشعوب كالنار في الهشيم ويقف الطب الحديث الى اليوم مع التقدم العلمي والتكنولوجي عاجزاً عن ردعها والحد من خطرها الذي يحصد الملايين من الأرواح في مختلف ارجاء الكرة الأرضية .
وجاء ايضاً في علامات الازمنة ظهور المسحاء الكذبة الذين يدعون كذباً انهم يمثلون المسيح في مجيئه ، وقد اشار الى هذا يسوع المسيح له المجد في انجيل مرقس قائلاً ( لأنه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويُعطُون آياتٍ وعجائب ليضلوا لو امكن المختارين ايضاً ) وهذه العلامة التي يتحدث المسيح عنها قد تحققت بالحرف الواحد حيث شهدنا ظهور هؤلاء  المسحاء الكذابين الذين استخدم العديد منهم اسلوب السحر والشعوذة والضلالة لخداع السذج والبسطاء من الناس وتسببوا في تيههم عن طريق الملكوت الحقيقي والمجيء المرتقب ، وتعد علامة سقوط بابل هي الأخرى من ابرز تلك العلامات التي تتزامن مع المجيء الثاني للسيد المسيح فقد جاء في سفر الرؤيا ( وصارت المدينة العظيمة ثلاثة اقسام ومدن الامم سقطت وبابل العظيمة ذكرت امام الله ) وها هي بابل العظيمة قد سقطت امام اعين الناس في عام 2003 وعلى مرأى العالم ومعها بغداد الزانية التي ذكرها يوحنا قائلاً ( ثم بعد ذلك رأيت ملاكاً آخر نازلاً من السماء له سلطان عظيم واستنارت الارض من بهائه وصرخ بشدة بصوت عظيم قائلاً : سقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكناً لشياطين ومحرساً لكل طائر نجس وممقوت )  ، واما اورشليم العظيمة فهي الأخرى لها نصيب من علامات ذلك الزمان حيث خربت ودمرت قبور انبياءها تماماً كما قال المسيح في انجيله ( فمتى نظرتم رجسة الخراب التي تحدث عنها دانيال النبي قائمةُ حيث لا ينبغي فحينئذٍ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال والذي على السطح فلا ينزل الى البيت ولا يدخل ليأخذ من بيته شيئاً ) ، وهنالك علامات اخرى ومنها علامة الدخان في البوق الخامس لرؤيا يوحنا اللاهوتي وهي التي ستحجب الشمس والقمر عن الآدميين حيث قال المسيح له المجد (واما في تلك الأيام بعد ذلك الضيق فالشمس تظلم والقمر لا يعطي ضوءه ونجوم السماء تتساقط والقوات التي في السماوات تتزعزع ) وهي نفس العلامة المذكورة في سفر الرؤيا ( البوق الخامس) حيث قال يوحنا ( ثم بوق الملاك الخامس فرأيت كوكباً قد سقط من السماء الى الارض واعطي مفتاح بئر الهاوية ففتح بئر الهاوية فصعد دخانٌ من البئر كدخان اتون عظيم فأظلمت الشمس والجو من دخان البئر ) . فمحصلة هذا الكلام ان العلامات هي السراج المنير الذي يهتدي به المنتظر لمسيحه المرتقب كما تنتظر العذارى العريس الذي ابطأ قدومه ، ومن دون هذه العلامات لا يعرف الزمان الذي سيختار فيه الآب عودة ابنه المسيح الذي سيفتح العالم ويخلص المظلومين من براثن الظلم والجور المنتشر في انحاء الكون ، وقد تحقق الكثير منها ولم يبق الا القليل يفصلنا عن زمن اعلان تحقيق مملكة الرب الأبدية  ، فيا ترى هل المسيح بيننا الآن بعد تحقق هذه العلامات الواضحة وضوح الشمس ؟..وقد يكون المسيح المخلص بيننا ونحن لا نعلم او ان دعوته قد ظهرت ونفخ تلامذته في البوق ليسمع المختارين صوته الهادر ليعلموا تحقق عودة معلمهم ، كما تعلم الخراف الضالة صوت الراعي الذي يمثل المسيح وهو من قال في انجيله ( خرافي تسمع صوتي وانا اعرفها فتتبعني ) .

من فكر المسيح العائد




0 التعليقات: